يعتبر أخصائي العلاج الوظيفي عضوا هاما وأساسيا ضمن فريق العمل الذي يقدم خدماته للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

حيث يتميز أخصائي العلاج الوظيفي بقدرته على تحليل جميع العوامل الداخلية والخارجية الضرورية للأفراد لإنجاز أنشطتهم.

فعلى سبيل المثال لتدريب طفل توحدي على مهارة الرسم يجب أن يكون لديه مهارات يدوية جيدة ووضع جلوس وتوازن جيد، وكذلك ثبات مفصلي كاف وقوة عضلية وإدراك جسدي وتخطيط حركي مناسب، بالإضافة إلى مهارات الإدراك البصري والمهارات البصرية الحركية الناضجة، إلى جانب قدرات الانسجام أو الانتباه الجيد والتكامل الحسي الكافي، فإذا كان هناك خلل بالتكامل الحسي مثلا فمن الممكن أن يجد الطفل صعوبة في الرسم لأنه يشعر بعدم ارتياح عند لمس الورق لذراعه. 

وإذا كان هناك ضعف في قدرات التخطيط الحركي فمن الممكن أن يجد الطفل صعوبة في توجيه حركات قلم الرصاص بشكل مناسب لتكوين الأشكال المطلوبة للرسم.

وأما إذا كان هناك ضعف في الحركات الدقيقة لليدين فمن الممكن أن يجد الطفل صعوبة في مسك القلم وبالتالي عدم قدرته على الرسم.

فمن خلال استعراض هذا المثال البسيط والسريع نستطيع أن نجيب أولياء الأمور على أحد أسئلتهم الشائعة  ( ما مدى حاجة طفلي التوحدي لأخصائي العلاج الوظيفي؟ )

ونجيبهم بأن أخصائي العلاج الوظيفي يقوم خلال عمله بالتركيز على ما يلي :

أولا :  القدرات

وتتضمن عدة مجالات ومنها :

  • القدرات الحركية الدقيقة لكلتا اليدين.
  • القدرات الحركية الكبيرة ( الجري والقفز والتسلق ).
  • التوازن وردود الأفعال المتعلقة بالوضعية.
  • التخطيط الحركي ( القدرة على التخطيط وبدء وتنفيذ الفعل الحركي ).
  • الإدراك البصري ( القدرة على تمييز الأشكال والذاكرة البصرية ).
  • التواصل الحركي البصري.
  • التكامل الحسي ( الاستجابة للمنبهات الحسية ).
  • السلوك ( الانتباه لمستوى الانتباه واليقظة إضافة إلى مهارات حل المشكلات.
  • الشد العضلي والقوة العضلية.

ثانيا : المهارات

وتتضمن أيضا عدة مجالات ومنها :

  • مهارات العناية الذاتية ( كالأكل والشرب، وارتداء الملابس، ومهارات النظافة الشخصية )
  • المهارات المعرفية ( كالتعرف على النقود، التعرف على أجزاء جسم الإنسان، التعرف على وسائل المواصلات …)
  • المهارات الأكاديمية وما قبل المدرسة.
  • مهارات اللعب.

ثالثا : الدعم المجتمعي

يستطيع أخصائي العلاج الوظيفي أن يلعب دورا هاما في تقديم الدعم المجتمعي للطفل المصاب بطيف التوحد من خلال التواصل المستمر مع أهل الطفل وتقديم الاستشارات والنصائح والإرشادات الخاصة بطفلهم وكيفية التعامل معه في المنزل.