يعمل مركز قدراتي على علاج التأثير الناتج عن الأمراض الخلقية أو المكتسبة والمشاكل ذات الطابع العقلي والجسدي، ولهذا يوفّر المركز برامج تأهيلية خاصة مبنية على منهج العلاج الشامل الذي يقوم على ممارسات علميّة مجربة وناجحة حيث كل مريض يخضع لفحص القبول الأولي والاستشارة الطبية والتي تقوم أساسا على التشاور والتعاون في الحالة الصحية من قبل المتخصصين لدينا في العلاج الطبيعي وطب الأطفال وبعد إجراء الاستشارات يتم تحديد مدى ملاءمة وجدوى إعادة التأهيل.

ما هو الشلل الدماغي ؟

هو عبارة عن خلل أو ضرر في الدماغ في طور النمو بسبب درجات مختلفة من الاضطرابات في قدرات الطفل الحركية والحسية، حيث ينشا الشلل نتيجة أذية الدماغ قبل اكتمال نموه.

إن الشيء الوصفي بالنسبة إلى شلل الدماغ عند الأطفال هو حدوث اضطراب الحركة نتيجة أذية المقوية العضلية (التقلص العضلي)، إضافة إلى أذية الحركة ويمكن أن تترافق الحالة بالاضطراب العقلي، واضطراب السلوك، واضطراب مهارات التواصل، وأذية الحواس، وحدوث النوبات الصرعية، وليس من الضروري أن تتواجد جميع هذه المظاهر مجتمعة.

إن تلف الدماغ هو دائم وهو يعتبر مؤشرًا غير مهمل للاضطرابات الحركية الغير تقدمية، ولكن هذا لا يعني أن الأعراض لا يمكن التخفيف منها.

أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال:

  • خلال فترة الحمل (قبل الولادة ) – أمراض الأم، التعرض للأشعة السينية، وسوء التغذية، وضعف الدورة الدموية في المشيمة.
  • أثناء الولادة ( فترة ما حول الولادة ) – استخدام ملقط الجنين أثناء الولادة، الولادة غير المتقدمة ( عسر الولادة )، الخداجة، جميع الظروف التي يكون فيها الطفل عرضة لخطر نقص الأكسجين.
  • بعد الولادة ( بعد الولادة ) – إصابة الأطفال حديثي الولادة بالإنتان مع قصور في الجهاز التنفسي، وعيوب القلب، التهاب الدماغ حتى مدة ستة أشهر من الحياة، وفقر الدم الحاد بعد الولادة.

أعراض الشلل الدماغي :

من بين الأعراض الأكثر شيوعاً للشلل الدماغي عند الأطفال ما يلي:

  • تأخر تطور المهارات الحركية على سبيل المثال: ( تأخر الدوران، والزحف، والجلوس والوقوف والمشي ) .
  • صلابة العضلات التشنجية أو ارتخاء العضلات.
  • سوء الوقوف ( سوء حمل الجسم ).
  • اضطراب المشي.
  • النوبات الصرعية.
  • اضطرابات الكلام، التأتأة.
  • اضطراب تنسيق العضلات العينية مع وجود الحول.
  • الاضطرابات العصبية والعاطفية، وزيادة إفراز اللعاب.

إن الأمر الأساسي هو التشخيص الصحيح للمرض في الوقت المناسب، ولكن المرض قد يكون عند الولادة بدون أعراض، إنّ ممارسة التمارين جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للأطفال وحياة الآباء والأمهات الذين هم جزء أساسي في تحقيق الأهداف، إنّ التشخيص المبكر للمرض والتطبيق السليم للتمارين يمكن أن يؤثر إيجابا على الحالة العامة للطفل المصاب بالشلل الدماغي، والتعاون مع المتخصصين أمر مهم جدًا يُساعد على نجاح وتطور حالة الطفل للأفضل، وهناك عنصر هام أيضا هو محاولة دمج الأشخاص ذوي الشلل الدماغي في الحياة الاجتماعية.

أشكال الشلل الدماغي:

1/ الشلل الدماغي التشنجي (spastic): إنه الأكثر شيوعا ويميزه التشنج في العضلات وتوترها حيث يترتب عنه خطر انخلاع المفاصل وتشوه العظام، الجنف، وتشوه في القدمين واليدين.

2/ الشلل الدماغي الكنعي (athetoid).

3/ الشلل الدماغي الترنحي (ataxia).

4/ الشلل الدماغي المختلط وهو يجمع بين نوعين أو أكثر من أنواع الشلل الدماغي.

علاج الشلل الدماغي عند الأطفال:

إن إعادة التأهيل هي جزء لا يتجزأ من علاج الشلل الدماغي، وهناك عدد من الطرق العلاجية في إعادة التأهيل والتي تختلف في صعوبتها وفعاليتها، والمبدأ الأساسي هو البدء المبكر الفوري بالبرامج العلاجية التأهيلية المكثفة، والتي من المؤكد لها دور في تخفيف عقابيل أذية الدماغ فيما يتعلق بحركة الطفل.

من حيث إعادة التأهيل فإن الشلل الدماغي هو في المقام الأول اضطراب في الحركة والوضعية حيث يجب أن يكون العلاج التأهيلي عملية ديناميكية تستجيب للتغيرات السريرية الحالية، يحتاج الطفل لوجود والديه، ويجب أن تبدأ المعالجة في وقت مبكر وتكون المعالجة بانتظام وبشكل فردي.

من خلال المعالجة الفيزيائية التأهيلية نسعى إلى تحسين نوعية الوظائف الأساسية للطفل، وتقليص النقص في نطاق الفعاليات والأنشطة الوظيفية من أجل الحصول على الاستقلالية التامة أو الجزئية، والتسهيل على الآباء والأمهات في الرعاية أو العناية اليومية. في المقام الأول العامل الرئيسي في إعادة التأهيل الفعال والهادف هو الاهتمام بالوضعية (الوقوف) السليم. إن الشلل الدماغي عند الأطفال هو حالة غير مترقية في الواقع، ولكن هذا لا يعني أن الحالة غير قابلة للتغيير.

ولهذا فإن العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل عند الأشخاص الذين يعانون من هذه الإصابة مستمر مدى الحياة، والتقدم يعتمد على العمل اليومي للطفل، وخاصة عمل الآباء والأمهات، وتستند المعالجة وإعادة التأهيل على خصائص وهو ما يسمى باللدونة وهذا يعني قدرة الدماغ على تعلم أشياء جديدة والتكيف معها. بالمعالجة التأهيلية يتعلم الطفل على النمط الحركي الجديد الصحيح، ونقلص ونقلل من أنماط الحركة المرضية، ونحاول ضمان منع التشنج والتقلصات.

ويعتبر العلاج المائي جزء مهم من برامج العلاج الطبيعي حيث له دور كبير في تأهيل الطفل وتحسين حالته وزيادة القوة العضلية للعضلات الضعيفة ورفع مستوى التوازن عند الطفل.

 

قسم العلاج الطبيعي بالمركز